الظهور الالهى على الارض
صفحة 1 من اصل 1
الظهور الالهى على الارض
. النور المقدس في عيد القيامة
(عودة إلى قائمة المحتويات)
كثيرا ما تكون أعمال الرب وتجلي مجده مصحوبة بظهور نور ونار. دعي الرب موسى للنبوة من العليقة المشتعلة التي لم تحترق بالنار (خروج 3: 2-4). عندما نزل الرب على جبل سيناء ليعطي الشريعة لموسى النبي، "َكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً" (الْخُرُوجِ19: 18)؛ "وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الْخُرُوجِ 24: 17)؛ "وَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَهُ. فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ" (الْخُرُوجِ 34: 29-30). قاد الرب بني إسرائيل في برية سيناء بأعمدة سحاب ونار: "وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ - لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً" (الْخُرُوجِ 13: 21). عند تكريس معبد سليمان بالقدس تجلى مجد الرب في سحابة مضيئة ملأت المعبد (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 8: 10-11؛ حِزْقِيَالَ 10: 4). قدم إيليا النبي ذبيحة (ثورا) إلى الرب على جبل الكرمل حتى يقنع بني إسرائيل بأن الرب هو الإله الحقيقي فيتركوا عبادة الآلهة الوثنية، "فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ" (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 18: 38). عندما تجلى السيد المسيح أمام بعض تلاميذه على جبل طابور، "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً" (لُوقَا 9: 29). عندما ذهبت النسوة بالحنوط إلى قبر السيد المسيح بعد قيامته من بين الأموات، رأين "...رَجُلينِ (ملاكين) واَقَفَين بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ" (لُوقَا 24: 4).
في عصر السبت السابق لأحد عيد القيامة الأرثوذكسي، يدخل وفد من السلطة الحاكمة الغير مسيحية (كانت إسلامية ثم الآن يهودية) قبر السيد المسيح في كنيسة صغيرة داخل كنيسة القيامة ليفتشه للتأكد من عدم وجود أي مصدر أو وسيلة لإشعال نار. ثم يختم بابه بالشمع. يذكرنا هذا بما فعلته السلطات الرومانية الحاكمة بعد دفن السيد المسيح. ختمت قبره وأرسلت جنودا لحراسته "...لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!" (مَتَّى 27: 64). ثم يتم إطفاء كل الأضواء في الكنيسة. يدخل البطريرك الأرثوذكسي للقدس كنيسة القيامة في موكب كبير من المؤمنين. يطوف موكب البطريرك ثلاثة مرات حول الكنيسة الصغيرة التي تحتوي على قبر السيد المسيح. ثم يدخل البطريرك قبر السيد المسيح حاملا في يده شمعتين منطفئتين. يركع أمام الحجر حيث وضعوا جسد السيد المسيح بعد موته على الصليب، ويصلي بحرارة لبضعة دقائق. فينبثق النور ألسمائي المقدس من الحجر. هو نور غير محدد أزرق قد يتوهج بألوان مختلفة. عند ظهوره في البداية لا يحرق. يشعل شمعتي البطريرك. ثم يشعل المؤمنون الحاضرون شموعهم من شمعتي البطريرك. كما أن النور المقدس يشعل مباشرة قناديل الزيت المعلقة في أماكن مختلفة في الكنيسة ليست في متناول يد المؤمنين. كما قد يطوف النور المقدس بأرجاء الكنيسة. يحصل البعض على النور المقدس مباشرة حيث يتقد شمعهم تلقائيا، فيجددهم هذا الاختبار روحيا.
تحدث معجزة النور المقدس بانتظام بنفس الطريقة وفي نفس المكان كل سنة لأكثر من ستة عشر قرنا منذ القرن الرابع الميلادي. يدل هذا الانتظام على أمانة السيد المسيح تجاهنا. إذ أنه يعطي النور المقدس كل سنة على الرغم من ضعفاتنا وأخطائنا.
مازالت نار القيامة المقدسة تضيء في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي حتى يومنا هذا معلنة أقوى معجزة في تاريخ البشرية: معجزة قيامة يسوع المسيح، رب المجد، من الأموات في اليوم الثالث منتصرا على الموت، ليس فقط موته لكن أيضا موت كل المؤمنين به الذين يعيشون في حياة شركة معه. إنها تجعل قيامته ملموسة وقريبة منا. نار القيامة القدسة هي هدية محبة المسيح الفريدة للكنيسة الأرثوذكسية. شمعة القيامة تمثل شخص المسيح؛ ووهجها يمثل قيامته من الأموات لينير العالم: "ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يُوحَنَّا 8: 12). إعطاء النور للمؤمنين يرمز إلى تضحية المسيح بحياته لأجل المؤمنين به.
في عهد البطريرك القبطي بطرس الجاولي (1810-1852)، إدعى البعض أمام إبراهيم باشا (إبن محمد علي باشا، الحاكم التركي) بأنه لا صحة لما يدّعي به المسيحيون بظهور النور من قبر السيد المسيح سبت عيد القيامة وأن كل ذلك زيف وخداع. طلب إبراهيم باشا من البطريرك بطرس أن يثبت له صدق ظهور نور القيامة. سافر البطريرك القبطي إلى القدس واشترك مع بطريرك القدس الأرثوذكسي في الصلوات في قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي. إنبثق نور القيامة المقدس من قبر السيد المسيح الفارغ؛ طاف في الكنيسة؛ ثم شق العمود القائم على يسار مدخل الكنيسة من وسطه في طريقه لمقابلة جموع المؤمنين المحتشدين خارج الكنيسة. لا يزال هذا العمود قائما للآن مشقوقا من وسطه شاهدا ومعلنا حقيقة وقوة قيامة السيد المسيح التي تعطي حياة للمؤمنين به. إنزعج إبراهيم باشا لما حدث فأسرع إلى البطريرك القبطي يطلب منه الأمان.
( و
(عودة إلى قائمة المحتويات)
كثيرا ما تكون أعمال الرب وتجلي مجده مصحوبة بظهور نور ونار. دعي الرب موسى للنبوة من العليقة المشتعلة التي لم تحترق بالنار (خروج 3: 2-4). عندما نزل الرب على جبل سيناء ليعطي الشريعة لموسى النبي، "َكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً" (الْخُرُوجِ19: 18)؛ "وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الْخُرُوجِ 24: 17)؛ "وَلَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ مِنْ كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَهُ. فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ" (الْخُرُوجِ 34: 29-30). قاد الرب بني إسرائيل في برية سيناء بأعمدة سحاب ونار: "وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ - لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً" (الْخُرُوجِ 13: 21). عند تكريس معبد سليمان بالقدس تجلى مجد الرب في سحابة مضيئة ملأت المعبد (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 8: 10-11؛ حِزْقِيَالَ 10: 4). قدم إيليا النبي ذبيحة (ثورا) إلى الرب على جبل الكرمل حتى يقنع بني إسرائيل بأن الرب هو الإله الحقيقي فيتركوا عبادة الآلهة الوثنية، "فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ" (الْمُلُوكِ الأَوَّلُ 18: 38). عندما تجلى السيد المسيح أمام بعض تلاميذه على جبل طابور، "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً" (لُوقَا 9: 29). عندما ذهبت النسوة بالحنوط إلى قبر السيد المسيح بعد قيامته من بين الأموات، رأين "...رَجُلينِ (ملاكين) واَقَفَين بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ" (لُوقَا 24: 4).
في عصر السبت السابق لأحد عيد القيامة الأرثوذكسي، يدخل وفد من السلطة الحاكمة الغير مسيحية (كانت إسلامية ثم الآن يهودية) قبر السيد المسيح في كنيسة صغيرة داخل كنيسة القيامة ليفتشه للتأكد من عدم وجود أي مصدر أو وسيلة لإشعال نار. ثم يختم بابه بالشمع. يذكرنا هذا بما فعلته السلطات الرومانية الحاكمة بعد دفن السيد المسيح. ختمت قبره وأرسلت جنودا لحراسته "...لِئَلَّا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!" (مَتَّى 27: 64). ثم يتم إطفاء كل الأضواء في الكنيسة. يدخل البطريرك الأرثوذكسي للقدس كنيسة القيامة في موكب كبير من المؤمنين. يطوف موكب البطريرك ثلاثة مرات حول الكنيسة الصغيرة التي تحتوي على قبر السيد المسيح. ثم يدخل البطريرك قبر السيد المسيح حاملا في يده شمعتين منطفئتين. يركع أمام الحجر حيث وضعوا جسد السيد المسيح بعد موته على الصليب، ويصلي بحرارة لبضعة دقائق. فينبثق النور ألسمائي المقدس من الحجر. هو نور غير محدد أزرق قد يتوهج بألوان مختلفة. عند ظهوره في البداية لا يحرق. يشعل شمعتي البطريرك. ثم يشعل المؤمنون الحاضرون شموعهم من شمعتي البطريرك. كما أن النور المقدس يشعل مباشرة قناديل الزيت المعلقة في أماكن مختلفة في الكنيسة ليست في متناول يد المؤمنين. كما قد يطوف النور المقدس بأرجاء الكنيسة. يحصل البعض على النور المقدس مباشرة حيث يتقد شمعهم تلقائيا، فيجددهم هذا الاختبار روحيا.
تحدث معجزة النور المقدس بانتظام بنفس الطريقة وفي نفس المكان كل سنة لأكثر من ستة عشر قرنا منذ القرن الرابع الميلادي. يدل هذا الانتظام على أمانة السيد المسيح تجاهنا. إذ أنه يعطي النور المقدس كل سنة على الرغم من ضعفاتنا وأخطائنا.
مازالت نار القيامة المقدسة تضيء في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي حتى يومنا هذا معلنة أقوى معجزة في تاريخ البشرية: معجزة قيامة يسوع المسيح، رب المجد، من الأموات في اليوم الثالث منتصرا على الموت، ليس فقط موته لكن أيضا موت كل المؤمنين به الذين يعيشون في حياة شركة معه. إنها تجعل قيامته ملموسة وقريبة منا. نار القيامة القدسة هي هدية محبة المسيح الفريدة للكنيسة الأرثوذكسية. شمعة القيامة تمثل شخص المسيح؛ ووهجها يمثل قيامته من الأموات لينير العالم: "ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يُوحَنَّا 8: 12). إعطاء النور للمؤمنين يرمز إلى تضحية المسيح بحياته لأجل المؤمنين به.
في عهد البطريرك القبطي بطرس الجاولي (1810-1852)، إدعى البعض أمام إبراهيم باشا (إبن محمد علي باشا، الحاكم التركي) بأنه لا صحة لما يدّعي به المسيحيون بظهور النور من قبر السيد المسيح سبت عيد القيامة وأن كل ذلك زيف وخداع. طلب إبراهيم باشا من البطريرك بطرس أن يثبت له صدق ظهور نور القيامة. سافر البطريرك القبطي إلى القدس واشترك مع بطريرك القدس الأرثوذكسي في الصلوات في قبر السيد المسيح بكنيسة القيامة في سبت عيد القيامة الأرثوذكسي. إنبثق نور القيامة المقدس من قبر السيد المسيح الفارغ؛ طاف في الكنيسة؛ ثم شق العمود القائم على يسار مدخل الكنيسة من وسطه في طريقه لمقابلة جموع المؤمنين المحتشدين خارج الكنيسة. لا يزال هذا العمود قائما للآن مشقوقا من وسطه شاهدا ومعلنا حقيقة وقوة قيامة السيد المسيح التي تعطي حياة للمؤمنين به. إنزعج إبراهيم باشا لما حدث فأسرع إلى البطريرك القبطي يطلب منه الأمان.
( و
مواضيع مماثلة
» غريب فى الارض
» القداس الالهى الغريغورى ابونا بولا ملك
» القداس الالهى لأبونا يوحنا نصيف راعى كنيسة مارمرقس بالاسكندرية
» القداس الالهى الغريغورى ابونا بولا ملك
» القداس الالهى لأبونا يوحنا نصيف راعى كنيسة مارمرقس بالاسكندرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى